-المتقاعد:
كيف لي أن أتعايش مع هذا الموت البطيء و عملي قد انطفأت شمعته،و رماني الزمن في جب النسيان،حريتي في اختناق دائم لا يطاق لا تنعم بأنفاس الحياة، و أيام الانطلاق تبخرت في سماء السكون القاتل،يا لك من متجبر يا تقاعد يا من توزع الكآبة في الظلمات،أنت راحة في مقابر الحياة،لم أعد أفيد و لم أعد أستفيد،فقد جعلتني للعذاب و الألم من العبيد،أتحرك و أنا عدو الحركة،فما الجدوى منها بدون عمل،سلبتني روح النضال و دفنت طموحي و خنقت الأمل،فأنت يا تقاعد ظالم جبار،أنت ألعن من المرض و الجوع و الفقر و الشلل.
-التقاعد:
أنا ضرورة حتمية و عتق للأجيال،فأنت لست المخلوق الوحيد في هذه الحياة،فغيرك محتاج للعمل. رقاب الناس تطل على سفينة النجاة التي ستوصلهم لبر الأمان و تضمن لهم قوت يومهم و كل ما يحتاجونه لحماية أنفسهم للحصول على السلم و السلام،فبعضهم لم يصل إلى سن الحصول علي و لا يزالون في ريعان شبابهم و يطلبون رضاي،ارض بالنصيب و اجعلني الصديق و الحبيب،فقلقك مني و يأسك من الحياة لن يضرني في شيء بل أنت الذي ستكوى بنار الهم و الغم و حزن و شتات،اصبر صبرا جميلا فالحياة لها نهاية و الحقيقة هي الممات .
-المتقاعد:
لا تضف الهم إلى همي و تشعل النار في أعماقي و تجعل من خوفي رعبا و تقضي القضاء المبرم على حريتي و انطلاقي،لا تزد في إحباطي و تربطني باليأس رباطا،ألم يكفك ما فعلت بحياتي،في بحر الموت تغرق،بحر لجي موجه عال كلما أردت النجاة و طفوت فوق السطح أعدتني إلى الأعماق و أفرغتني من كل المحتويات،و قلبي من شدة الفراغ نسي لذة الحياة.
-التقاعد:
أنا
لست ظالما فالظلم يأتي من أفعالكم يا بني البشر فأنانيتكم لا تبق على شيء و لا
تذر،الكل يقول نفسي نفسي و يحسب نفسه مركز الكون و يتمنى الحياة السعيدة لذاته و
لمن هم جزء منها فقط،فكر جيدا في فعل الخير ينجيك
من قسوة الوحدة وذل الفراغ،أعتق غريقا ماديا أو معنويا أو الاثنان معا و خذ الحكمة
من آية الله العظمى:-و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك
هم المفلحون-.