recent
أخبار ساخنة

الشيخ و "الدواء"-كثرة "الأدوية" خطر على الشيوخ-الجزء الثاني

الصفحة الرئيسية

الداء و الدواء,دورة الداء و الدواء,الشيخ علاء,الشيخ علاء حامد,الدواء بتاع الحموضة,قناة الشيخ علاء حامد,الشيخ عمر عبد الكافي,فوائد الشبت للسعال,علاج السعال الشديد,التهاب الحلق الشديد,ابو الغيط,ازالة السواد من الجسم و الوجه,تساقط الشعر,علاج الحزن الشديد بالقران,السعال في الليل,دواء السعال,كوميديا وزير الداخلية فاروق شهاب الدين,علاج الشيخوخه,علاج الشيخوخة,علاج الشيخوخة المبكرة,دواء الحلق,دواء,دواء البهاق,الشفاء,دواء البهاق بالاعشاب



 

أحيانا قد يأتي ذلك  الشيخ  يستشير ممرضا أو عامل صيدلية, فهو مريض يشعر بألم في جزء ما من جسمه, إنه يشعر بالدوار, و قل سمعه و قد يضع لنفسه تشخيصا, فهو مريض بالرأس أو المعدة أو... فلا يتوانى ذلك الممرض أو عامل الصيدلية مهما كان بسيطا و حديثا بالمهنة بأن يأخذ في توجيه الشيخ المريض , فهو بالنسبة لهم قد أحسن الاختيار, فهو لو ذهب لاستشارة الطبيب لكلفه هذا الكثير من المال للاستشارة ثم للفحوص و المختبر ثم الأدوية, و حتى لو حاول استشارة طبيب عمومي فسيجده مشغولا بعدد المرضى الكبير, و سينتظر و قد لا يتأتى له زيارة الطبيب, و قد لا يسمح له مرضه بالانتظار, لذلك فهو قد أحسن الاختيار حين اختار استشارة الممرض أو عامل الصيدلية, فسيساعده أحدهم و بثمن بخس, سيشخص له المرض و يقدم له الدواء بل قد يبالغ, هذا الشيء الذي قد يكلف  الشيخ   صحته أو حياته أحيانا.

لن تكون مسيرتنا بين الشيخ و  الدواء  واضحة إذا نحن لم نستعن ببعض الأمثلة, و التي عانى فيها أقرباء و أصدقاء و مرضى المستوصف و المستشفى...و المصحات...

السيدة خ.ز  قريبة و عزيزة علينا, يحبها و يقدرها كل من عاشرها, ابتسامتها لا تبرح وجهها نشيطة رغم أنها تجاوزت الستين من العمر و مصابة بفرط التوتر الشرياني منذ مدة, كانت تتعامل مع مرضها بلطف, و بسيرة هادئة, تتعرض للمراقبة و الدواء حينا و تبتعد عنهما أحيانا لتتناول أعشابها و لتتناول الثوم كما كانت تقول :إنه يخفف من مرضها, هكذا تعايشت مع  مرضها عدة سنين, فلم يكن يقلقها أو يقلق الأقارب, إنها معهم في نشاط لا تنبئ حالتها عن مرض... و في يوم حرج سار الخبر بين الأهل و الأقارب بأن حالتها قد ساءت, فأسرعوا لزيارتها و هالهم أن يجدوها فاقدة لوعيها... و حولها اندثرت عدة علب من الأدوية على غير عادتها, فلم تكن تتقبل أكثر من دواء واحد أو اثنين... قال من كان حولها من الأهل : لقد ساءت حالتها, و ارتفع ضغطها كما قالت, فاضطروا لأخذها لأقرب مستوصف حيث طبيب الحي الذي عين لها مجموعة من الأدوية, عددها 7  أو8   ما أن تناولت الحصة الأولى حتى ازدادت حالتها سوء, و دخلت في غيبوبتها في اليوم الثاني من تناول تلك الأدوية, فهل هو مرضها؟ و هل هي تلك الأدوية التي أدت بها إلى حالة السبات ثم إلى الوفاة بعد أيام؟


السيدة ط.ب كانت كما يبدو للجميع, في صحة جيدة, تتحرك في بيتها بين الطابق السفلي و العلوي (20 درجة) عدة مرات في اليوم, دون شعور بضيق تنفس أو ألم أو عياء, تقوم هي بحاجيات البيت, و بسرعة, و بدون شعور بأي تعب, في أحد الأيام قالوا :إنها مريضة ستزور طبيبا مختصا في أمراض القلب و الشرايين, عادت من عند الطبيب بعدة فحوص مخبرية و بالراديو و عدة أدوية و عليها ألا تفارقها مدى الحياة, كما قال الطبيب. و أخذت تتناول أدويتها, و تقوم بفحوصها و زيارات متكررة لدى الطبيب بعد كل فحص, دخلت ابنتها يوما  بنتائج عدة فحوص قالت إنها عادية, و ليس بها أية تغيرات مرضية كما قال و كتب طبيب المختبر.
بعد أيام من تناول تلك الأدوية ساءت حالتها فأخذوها إلى المستعجلات حيث فارقت الحياة في الستين من عمرها.

السيدة ف.ع كانت سليمة الصحة, تقوم بكل لوازم بيتها ثم تمر ببيوت بناتها فتقدم لهن ما يلزم من العون, و تسهر على حفدتها. لم تشعر يوما بوجود مرض لديها, إلا ما كان من بعض الاضطرابات الهضمية التي كانت تقلقها الفينة بعد الأخرى, و لكنها كانت تمر بدون علاج, و إنما بحمية غذائية لبضعة أيام.
كان بيتها بالمدينة القديمة, و كان كل من مر بالمدينة من سكان الضواحي من الأقرباء و أفراد الأسرة يمر لزيارتها أو للاستراحة قبل استئنافهم الطريق, إحداهن كانت في زيارة للطبيب و عليها أن تعاود الزيارة, فنصحت السيدة ف.ع بمصاحبتها, قالت : إن السن تتطلب مراقبة طبية , و لم يشعر الإنسان بمرض, و ألحت عليها, فصاحبتها لزيارة الطبيب, و عرضت نفسها للاستشارة, فقرر هذا منذ هذه الزيارة الأولى أنها مصابة بفرط التوتر الشرياني, و عين لها الحمية و العلاج, قالت إن الطبيب أكد لها أن الحمية و العلاج سيلازمانها لمدى الحياة...فتابعت الدواء, و لزمت الحمية لمدة أشهر...بعدها ساءت حالتها و أصيبت بشلل نصفي, فارقت الحياة بعد ذلك بمرور بضعة أشهر, و لم تكن قد فارقت حميتها و علاجها منذ زيارة الطبيب...

السيدة ز.غ لم تشعر يوما بمرض, تزوجت و أنجبت ثم تزوج أبناؤها و بناتها و أنجبوا و أصبحت جدة لعدة أحفاد تهتم بهم و ترعاهم, تعرضت مرة للفحص الطبي صدفة, إذ كان أحد أقاربها طبيبا, فأكد لها بأنها مصابة في قلبها, و قد تسوء حالتها إلى قصور قلبي, فتعرضت لعدة فحوص عند اختصاصيين في أمراض القلب و الشرايين, فعينوا لها العلاج ( عدة أدوية) و حمية... و كانت تبدو للمحيطين بها كما كانت عليه من قبل تشخيص المرض, نشيطة في حركاتها و حديثها, لم يبد عليها أي تغيير مرضي, يقول الأهل و من حولها :   لا تقول عنها إنها مريضة.
في أحد الأيام أعلن في الوسط العائلي أن فلانة السيدة ز.غ قد ساءت حالتها, و حين زارها الطبيب كانت الأسرة كلها تحيط بها تودعها, و فعلا فارقت الحياة بعد ساعات معدودات... ماذا جرى؟ كيف حدث أن فارقت الحياة بعد أيام و كانت في صحة لا بأس بها و تتناول علاجها البسيط و تهتم بحميتها...و تشارك الآخرين نشاطهم في البيت و زياراتهم للأهل و الأقارب قيل : إن أحد أفراد الأسرة كانت له علاقة حميمية بأحد الأطباء, فأتى معه لزيارته ببيتها, و كانت فرصة, كما قالوا, لفحصها و إعادة النظر في علاجها و حميتها, و أعاد السيد الطبيب النظر, و غير العلاج و قدم لها عددا لا بأس به من الأدوية, و شكك في حميتها, قال : إنها غير ملزمة إذا ما تناولت أدويته, طبعا و ابتعدت عن الأدوية الأولى...و ما هي إلا أيام من تناول أدويته حتى فارقت صحتها ثم حياتها.

السيد ع.د بلغ من العمر السبعين سنة و لم يعرف يوما زيارة طبيب, فهو في صحة جيدة, كما كان يقول : يقوم بعمله بنشاط كما كان في شبابه و صغره, لا يشتكي من ألم, له شهية واضحة, و نوم هادئ, بسمته لا تفارق شفتيه, شيء واحد كان يقلقه بعض الأحيان هو هذه "الحرقة" بعد الأكل, خاصة إذا تناول طعاما به حموضة و حار, أو بالغ في تناول قهوة أو شاي, فهو قد يشعر "بحرقة" في معدته قد تطول أحيانا و لكنها لا تلزمه بزيارة طبيب أو تناول دواء ما, فهو من أولئك الذين لا يتقبلون الدواء, فيكفي أن يبتعد عن المواد التي تؤدي إلى "الحرقة" فلا يعود يشعر بها, و لكن تناول كأس من الشاي أو القهوة شيء مرغوب فيه الفينة بعد الأخرى يذكره "بحرقته" أحيانا و هكذا لم يعرف علاجا و لا حمية حتى كان ذلك اليوم المشؤوم على صحته, إذ شعر ببعض الحرارة في جسمه, و صداع بالرأس, لعلها حالة "كريب" قال أحد أبنائه, فاشتكى صاحبنا إلى أحد بائعي الأدوية, فنصحه بأنه ليس في حاجة لزيارة طبيب, و ليس هي إلا حالة "برد" كما قال الابن "كريب", فما عليه إلا أن يتناول حبات من الأسبرين صباحا و ظهرا و مساء, و سيصبح بألف خير في اليوم التالي...
و تناول صاحبنا حبة الأسبرين, فكان مصيره زيارة المستشفى باستعجال, إذ لم يمر وقت طويل بعد تناول حبة الأسبرين حتى شعر بحرقة حادة و مغص ثم قيء ثم قيء دموي,...أدت الفحوص إلى أنه مصاب بقرحة معدية منذ مدة أدى إلى حدتها و مضاعفاتها تناول حبة الأسبرين !!

السيد ر.خ كان سليم الجسم و النفس, ضحوكا نشيطا في حياته و عمله, يزاول العديد من أنواع الرياضة عرفه الناس كذلك حتى بلغ الخمسين من عمره...حينها بدأ يشتكي من ألم بمفاصله, حتى أن أحد مفاصله في طرفه السفلي الأيمن أخذ ينتفخ و يلتهب و يحد من حركته...فهو مؤلم. في عمله و في حياته الاجتماعية كان له اتصال بكثير من الأطباء, و تطور هذا الاتصال إلى صداقة, و بمجرد ما اشتكى إلى أحدهم حتى صار الخبر بين الآخرين الذين تسارعوا لعلاجه و نصحه, فكلهم أصدقاء, و كلهم يرغبون في علاجه و سلامة صحته, و هكذا قدموا له مختلف أنواع الأدوية أكثرها مضاد للالتهابات, و بقوة, و بما أنه معهم و صديقهم و قريب منهم فلن يحتاج إلى مراقبة أو تحليلات أو...فليتناول الدواء...إنهم لا يريدون له إلا الخير و الصحة الكاملة...و هو لا يرغب إلا في صحة كاملة وله كامل الثقة فيما يقدمون له من نصائح و علاج, و هكذا تناول كل أنواع الأدوية المضادة للآلام و الالتهابات, أدوية قوية, من بينها الهرمونات طبعا, فهي كما قالوا له و ردد هو عدة مرات سريعة و قوية التأثير على أمراض كهذه التي يعاني منها, فمرضه سيشفى بسرعة  إذا ما هو استمر في تناول علاجه المقدم إليه من طرف الأطباء الذين يحيطون به و يصاحبونه ... و لكن هذه الأدوية لم تفعل فعلها المنتظر و إنما قدمت له هدية سامة, إذ طول مدة العلاج و كثرته و قوته أدت به إلى قصور كلوي حاد انتهى به إلى الوفاة.

استدعي الطبيب على عجل لزيارة السيد م.د الذي كان يعالج من أجل داء السكري و أمراض أخرى "عابرة", لقد فقد وعيه, و لا يعرف أحد هل لا يزال على قيد الحياة؟ ودخل الطبيب على مريضه و فحصه و قرر أنه في سبات عميق كمضاعفات مرضه, داء السكري, و عليهم نقله إلى المستشفى...أو إلى إحدى المصحات...و عند استفسار الأقرباء و من كان حوله قبل الحادثة, تبين أنه, كما قالوا, كان في صحة جيدة إذا استثنينا داء السكري الذي كان يعالج من أجله بأخذ حقنة من الأنسولين, و التي كان مسؤولا عنها ابنه الأكبر, و اليوم غاب عن البيت, فناب عنه أخوه الأصغر  8 سنوات الذي قام بحقن الوالد بالأنسولين, و بمجرد تلك الحقنة حتى غاب و لا ندري ما هو السبب؟
كان السيد م.د يبلغ من العمر الستين سنة, و كان مصابا بالسكري منذ مدة طويلة, يعالج من أجله و يقوم بالحمية و يعيش حياة عادية, و لكن مبالغة في تقديم الدواء-خطأ- أدى به إلى حالة السبات.

ملاحظة

كتب في "الطب" للدكتور عبد الكريم العمري الدكتور عبد الكريم العمري أول طبيب بحي يعقوب المنصور بالرباط المغرب سيدي القارئ الكريم هل سبق لك و أن تعرفت على هذه السلسلة؟سلسلة الطب في متناول الجميع.هنا سنقدم العدد 24 من هذه السلسلة للتعرف عليها,وهنا ستجد مواضيع الأعداد السابقة,لعلها تهم صحتك أو صحة عزيز عليك.

مصادر
كتاب "الشيخ و الدواء" لعمي الدكتور عبد الكريم العمري,


 



 

 


google-playkhamsatmostaqltradent