recent
أخبار ساخنة

الشيخ و "الدواء"-كثرة "الأدوية" خطر على الشيوخ-الجزء الأول

الصفحة الرئيسية

 

الداء و الدواء,سلسلة الداء و الدواء,الدواء,دورة الداء و الدواء,حفظ الدواء,حبة الدواء,شرح كتاب الداء و الدواء,لماذا كتاب الداء و الدواء,نصائح الدواء,الدواء الصحيح,الدواء القاتل,إستخدام الدواء,الدواء والغلاء,طريقة حفظ الدواء,طريقة شرب الدواء,هيا وقت تناول الدواء,الدواء الجامع لكل داء,حفظ الدواء بطريقة سليمة,تأثر الحرارة على الدواء,تعليمات إستخدام الدواء,إرشادات إستخدام الدواء,الدحيح - الدواء والغلاء,تشخيص الداء,الاستخدام الصحيح للدواء,الطلاء


كانت السن دوما تؤخذ في الاعتبار حين يشرع  الطبيب  في العلاج, و زاد حين بدأت تأخذ الاختصاصات طريقها مثل طب الأطفال و طب الشيوخ.....,  يعنى أن طبيب الشيوخ حين يعالج شيخا يراعي سنه و حالته الصحية و وضعه الاجتماعي و حالته العصبية و النفسية و لكن حين لا يكون هناك مختص, في طب الشيخوخة, و حين يضطر الشيخ لزيارة عدة أطباء, منهم مثلا طبيب العيون, و الأسنان...ثم طبيب القلب و طبيب الأعصاب...هنا يصبح هذا الشيخ وسط مجموعة من الأدوية التي عليه أن يتناولها كما أكد كل طبيب, جاهلا بما قدمه الطبيب الآخر في غالب الأحيان, إما لأنه لم يسأل أو لأن الشيخ نسي التذكير بها, أو فقط لم يعتبرها ضرورية.

فالأسنان يجدها مثلا بعيدة أن تؤثر في جهة أخرى من الجسم كما يتصور, أما ما يخص العيون فكذلك ...و الدواء الذي يعطى للقلب لا علاقة له بأعضاء أخرى... و هكذا قد تتجمع للشيخ كمية لا بأس بها من الأدوية من مختلف الأطباء و الاختصاصات, قد تصل إلى ثمانية أو عشرة أدوية لعدة مرات في اليوم, غير آبه بتأثيرها أو مصيرها أو مضاعفاتها و تأثيراتها على بعضها أو على الجسم...

و هذا الشيخ قد يزور الطبيب وحده أو يكون مصحوبا بالأهل أو الأبناء   لكنه يقع في غالب الأحيان ضحية المبالغة في العلاج فينقلوه إلى المستعجلات أو مثواه الأخير...! !



و هنا نتساءل :  هل المجتمع هو المسؤول؟ أم المريض أو الطبيب, أو كل هذا مجتمع بسبب ما صارت إليه الأمور في ميدان  الطب  و الصحة. فقد أصبح في مفهوم المجتمع, أي مجتمع, أن الطبيب ينبغي له أن يسجل عددا من الأدوية لكل إنسان مر بعيادته للاستشارة, مريضا كان أم لا, و إلا فهو ليس بالطبيب, أو هو لم يفهم شيئا في مرض مريضه, و هذا المريض نفسه أو الإنسان الذي ذهب للاستشارة ذهب لعيادة الطبيب و هو ينتظر أن يسجل له هذا الأخير مجموعة من الأدوية, ا ليس هو بالمريض؟ أ ليس هو محتاج لعدد من الأدوية من أجل الشفاء؟ فمرضه الذي شخصه هو, و ينبغي أن يشخصه الطبيب يستحق و يستوجب عددا من الأدوية؟ و إلا فهو ليس بالطبيب لأنه لم يقع على مرضه, و ينبغي زيارة طبيب آخر و الذي يحسن التشخيص و تسجيل مجموعة من الأدوية.

و في النهاية هو الطبيب و الصيدلي و المختبر, ينبغي أن يلبي الطبيب رغبة المريض و المجتمع و الصيدلي و المختبر, أ لا ينبغي له أن يسجل مجموعة من الأدوية لزائره مريضا كان أم لا وقع هو على تشخيصه الصحيح أم لا يزال في دائرة الشك أم لم يقع على تشخيص؟...و إلا فسيضيع زبونه هذا و قد يفقد سمعته لأنه لا يسجل دواء أو لا يسجل عددا من الأدوية, و قد يفهم الزبون أنه لم يقع على مرضه... و هكذا يخرج  كل إنسان تخطى عتبة عيادة الطبيب بقائمة من الأدوية صحيحا كان أم مريضا, وقع الطبيب على تشخيصه الصحيح أم لا... خاصة إذا كان هذا الإنسان قد تجاوز الستين و أصبح في قائمة الشيوخ الذين لا بد أن يكونوا مصابين بمرض ما في ذهن الجميع.
 
و هكذا أصبحنا نجد أن الإحصائيات التي أجريت في هذا الميدان تقول :إن عددا هائلا من الشيوخ يتناولون بين 9-10 من الأدوية كل يوم دون مراقبة, الشيء الذي لا بد أن يسيء إلى صحتهم بل حياتهم أحيانا, حيث نجد أن نسبة كبيرة من زوار المستشفيات على عجل بسبب التأثير السيء للدواء أو التسمم الدوائي هم شيوخ تجاوزوا الستين من العمر... إذ من المعروف أن الأدوية إذا زاد عددها على اثنين أو ثلاثة لا نعرف تفاعلاتها مع بعضها البعض داخل الجسم, و تأثيراتها النهائية على الاستقلاب و وظائف الجسم, خاصة إذا كان هذا الجسم شيخا, هذا إذا كان عددها لا يتجاوز الثلاثة, فكيف بها إذا بلغ عددها 9-10 في اليوم الواحد, بدون أي مراقبة, عند المسنين و المصابين بأمراض مزمنة, كأمراض القلب و الشرايين ...و أمراض الرئة, و السكري و فرط التوتر الشرياني... !!

لا شك أن التأثيرات الدوائية فيما بينها, و تأثيرها على  الاستقلاب  و على وظائف الجسم يبقى غامضا, و لا شك أنه سيؤدي إلى مضاعفات على ذلك الجسم و ذلك الإنسان الذي أتى من أجل علاج مرضه, و خاصة إذا عرفنا أن الأدوية في الوقت الحاضر أصبحت أكبر تأثيرا و أقوى مفعولا على ما كانت عليه من قبل, لذلك لا ينبغي تناولها إلا لضرورة و تحت المراقبة, و خاصة إذا كان عددها كبيرا, مثلا أثناء علاج الأمراض المزمنة و فرط توتر الشرايين...و غيره, لأن هذه الأدوية وحيدة قوية و قد تكون سيئة التأثير إذا كبر عددها و خاصة على جسم شيخ هرم.. ساءت و ثقلت وظائف أعضائه, لذلك لا شك أن هذه الأدوية إذا كان عددها كبيرا سيؤثر على هذا الجسم الشيخ تأثيرا سيئا.

ملاحظة

كتب في "الطب" للدكتور عبد الكريم العمري الدكتور عبد الكريم العمري أول طبيب بحي يعقوب المنصور بالرباط المغرب سيدي القارئ الكريم هل سبق لك و أن تعرفت على هذه السلسلة؟سلسلة الطب في متناول الجميع.هنا سنقدم العدد 24 من هذه السلسلة للتعرف عليها,وهنا ستجد مواضيع الأعداد السابقة,لعلها تهم صحتك أو صحة عزيز عليك.


مصادر

كتاب "الشيخ و الدواء" لعمي الدكتور عبد الكريم العمري,

google-playkhamsatmostaqltradent