مريض مسلم
أنا في صراع دائم فالاختناق في صدري يكسر
العزائم،أخاصم النوم،و أستفيق لأغرق في بحر التناقضات على الدوام،أقضي نهاري في
حساب أعمال البشر،و أظن أنني ملك الحكم و العبر،لم أفهم زماني، فقد تنكر لي و خالف
أفكاري و ضيع أوزاني،مرة أقول هذا ابتلاء من الله لتقوية إيماني و مرة أُصاب
بالإحباط فتسول لي نفسي معاقبة من أحسبهم ظلمة و طغاة و أمزقهم بلساني،باختصار أنا
الآن أعاني.
طبيب نفسي
(و هو يداعب لحيته المتفاخر و المعتز بها كعالم لم تلد الدنيا مثله):لا تخف من شيء فالقلق
يضيع تفكيرك و يدعم أوهامك و يغرق أحلامك و يجعلك سجينا لنفسك،هو سبب شعورك بضيق
في صدرك،سنبدأ العلاج تدريجيا بشيء من الدواء لتنام نوما عميقا و تمتثل شيئا فشيئا
للشفاء مستعينين بجلسات حوار لنبحث في مغاور نفسك و نطلع على الأسرار لنرى ما الذي
يشعل في صدرك النار.
وبعد جلسات......
وبعد جلسات......
مريض مسلم
الدواء لا يطاق يثقل الرأس فأنام
لتسجنني الأحلام و تلقيني في بحور الماضي لتقذفني أمواجها لمعاناة أخرى عند
استيقاظي،إنني في دوامة و المرض عشش في نفسي و أعلن اعتصامه في كل بؤر العقل و نشر
ظلامه.
طبيب نفسي
عليك أن تغير أفكارك و تعيش الحياة و تعلن عليها انتصارك،و
صادق فتاة و كن أكثر إنصاتا و أبعد عن فكرة أنك مركز الكون و أنت الوحيد الذي يجب
للدنيا أن يصون،و أنك الصالح بعد الرسول ستهدي الناس بإذن الله و تصلح لهم الشؤون.
مريض مسلم
كيف لي أن أصادق فتاة و أنا بعيد عن الزواج فقير معدم في هذه الحياة؟و هل الزواج
عن حب أو غير حب مضمون فيه الشفاء؟بمصادقة الفتاة أ لن أضيع في بحر الزنا و القبلات؟و هل بأفكاري هذه أنا مسلم أم متمسلم من
أنا؟لكي أشفى أيجب أن أترك أفكاري و تربيتي الدينية؟أم فيها أخطاء دمرت نفوسنا منذ
قرون حسبناها أوامرا من رب السماء،فأنا المسلم المحب لله صرت أرتعد أطلب النجدة و
عتقي بعيد عن فكري،بل هو فكر غربي علماني لن أستطيع الاندماج معه طول عمري.
(وصار المسلم يدعو في نفسه و يقول رضيت بابتلائك يارب اشفني و يبقى لك شكري).
(وصار المسلم يدعو في نفسه و يقول رضيت بابتلائك يارب اشفني و يبقى لك شكري).
طبيب نفسي
عالج نفسك و
بعدها تدين إن شئت فأنت في شراك الكبت و الماضي اللعين،احسبها مرضا أو مصيدة من
الشيطان الرجيم،فنفسك تأمرك أن تطيعها،أطلق سراحها و حطم كبتها،آنذاك صدرك سينطلق
حرا مبتعدا عن الجحيم.