recent
أخبار ساخنة

"حدِيدّان" و "ماما" "غولة"

الصفحة الرئيسية
قصص اطفال قبل النوم,قصص أطفال,قصص,قصص أطفال 2023,قصص اطفال,قصص عربية,قصص قبل النوم,قصص الأطفال,قصص أطفال جديدة,قصص اطفال قصيرة,قصص للاطفال,حكايات أطفال,قصص جديدة,قصص عربيه,قصص بالعربي,اطفال,قصص للأطفال,قصص اطفال جديدة,كرتون أطفال,أطفال,حواديت أطفال,قصص قصيرة,برامج أطفال,قصص وحكايات,قصص الاميرات,قصص قبل النوم للاطفال,حكايات اطفال,قصة للأطفال,قصص الاطفال,الأطفال,للأطفال,برامج اطفال,قصص اميرات,كرتون اطفال,قصص الحيوانات








في زمن حيث الذكاء استُبدِل بالخبث و صارت القلوب عمياء و صماء كان يعيش  - حديدان -   و سط عائلة مكتظة بالإخوة كان والدهم كثير السفر و كانت ترافقه أمهم و كانت دائما تحذرهم من ماما غولة.كانت هذه المرأة تمتهن السحر و الشعوذة و ترعب سكان تلك البلدة التي كان يتواجد فيها  - حديدان -  .في يوم من الأيام سافر الأب و الأم و ظل الأبناء ينتظرون كثيرا و لم يعد الأبوان و صار يخيم على - حديدان -  و عائلته حزن عظيم،عرفت ماما غولة أنهم صاروا لوحدهم فبدأت بخلق خطط لإيقاعهم في شباكها كي تسفك دمهم و تطعمه لحارس الكنز الأعظم في أرض الدماء لتحصل على هذا الكنز.

أتت إلى دارهم على شكل مدرسة,دقت الباب ففتح لها الأخ الأصغر الذي يسمى  - حديدان -  و كان يحب القراءة إلا أن ظروف عائلته كانت قاسية،أدخلها و كان معه كل إخوته و عندما استقرت داخل المنزل صارت تحكي لهم عن معاناتها حتى صارت مدرسة و بعدها اقترحت عليهم أن تطهو الطعام ففرحوا بهذا الاقتراح.وضعت في الطعام منوما و قدمته لهم فوق المائدة،كانت رائحة الطعام مشهية تنبعث إلى أبعد جار.جلس  - حديدان -  و إخوته على مائدة الغذاء و لكنه كان يحس بشيء غريب في تصرفات المدرسة المزعومة و أخذ يفكر و كان آنذاك إخوته يلتهمون الطعام التهاما,عندما أحس -حديدان- بإخوته قد ناموا أغمض عينيه لتظن أنه قد نام أيضا،كانت ساحرة قوية حملت واحدا واحدا في عربة و انطلقت إلى أرض الدماء.

بعد وقت طويل وصلت إلى تلك   الأرض   اللعينة لكي تهدي هذه الأرواح البريئة لحارس يعشق الدماء من أجل كنز الذي هو جماد لا ينطق و ليس له روح،فلا عجب أن هذا الفعل يأتي من ساحرة تظن أنها تملك الذكاء و لكن عقلها في الحقيقة يستوطنه الغباء.استقبلها حارس الكنز الأعظم و شكرها و أوفى بوعده فأرسلها لكي تحمل الكنز من قلعة الموت و زج -بحديدان- و إخوته في السجن ريثما ينفذ فيهم الحكم بالذبح و يشرب دمهم لكي يزيده قوة يسيطر بها على الأراضي المجاورة.

أخذ يفكر -حديدان- في طريقة ليتخلص هو و إخوته من هذه المصيبة فتوصل إلى فكرة الخلاص،عندما أتاهم حارس الكنز الأعظم و لعابه يسيل أراد أن يسفك دم الأكبر في الإخوة فسمع -حديدان- يقول له:أنت لا تعرف ما معنى التلذذ بالطعام فأنا مثلك أحب شرب الدم و لكنني عندما أريد هذا أبدأ بذبح خروف صغير و أزيد في الجرعة بذبح الخروف الكبير و بهذا أحصل على قمة اللذة و المتعة.ضحك الحارس و قال:إذا أنا سأبدأ بدمك أيها الصغير الغبي المنتحر،حمل الحارس -حديدان- ليذبحه و يشرب من دمه و عندما وصل إلى منزله قال له -حديدان-:أنا لا محالة ميت و لكني أنصحك قبل شرب الدم يجب أن تشرب الخمر لتتقبل أعماقك ما ستفعل و أنا أظن أن عقلك يحمل عبئا ثقيلا و صورا فيها براكين دماء ترجه،صدقني أيها الحارس فأنا أريد أن أشرب شيئا من الخمر قبل أن أموت لأني لم أر سوى العذاب في هذه الحياة التعيسة.


أخذ -حديدان- يسقي الحارس الخمر و كان شاطرا في الإضحاك و الحكي,لم ينتبه الحارس أن –حديدان-لم يأخذ من الخمر و لو جرعة صغيرة.في آخر الليل سقط الحارس على الأرض مخمورا،أخذ -حديدان- مفتاح السجن و أخرج إخوته و رسم لهم طريق العودة إلى المنزل لأنه لم يكن نائما أثناء الرحلة.

سار -حديدان- في الطريق المعاكس لإخوته متقفيا أثر ماما غولة لأنه قد علم من الحارس و هو مخمور بأنها ستأخذ الكنز و ستحكم و ستسيطر على بلدته كلها و ستغرقها في الظلمات،كان الطريق طويلا لأنه يمضي سائرا على رجليه،اشتدت الرياح و تحولت إلى عاصفة يرتعد منها كل النبات،كان يستمد الصبر من إيمانه بالله و إيمانه بوطنه.وصل -حديدان- لغابة الأسود التي يحكى عنها أنه إن مر بها أحد تجرده من لحمه و عظمه هذه الأسود المرعبة.لم يعبأ -حديدان- بهذه الحكاية و واصل سيره في الغابة،يسمع زئير الأسود الذي يهتز له الصخر و لكن هو يمضي كما لو أن هذا الزئير سوى نغمات ناي تتراقص في أعماقه.فجأة اجتمع أسود خلف أسد عظيم ،كان هذا الأسد أميرا طيبا من الأمراء يحب أميرة و كانا على وشك الزواج،و كان منافسه أمير شرير استعان بماما غولة لكي تسحر الأمير الطيب هو و كل عائلته و أصدقائه لكي يخلو له الجو و يفوز بقلب الأميرة التي كانت منه تشمئز عند رؤيته فكانت نهاية الأمير الطيب و من معه في هذه الغابة الموحشة.

و قد رفضت الأميرة الزواج بالأمير الشرير فزج بها في السجن.عندما رأى -حديدان- هذه الجماعة من الأسود أيقن أنه هالك لا محالة،و لكن الأسد أخذ يتكلم و أخبر -حديدان- بالحكاية و عندما انتهى من سردها قال له:عليك يا -حديدان- أن تقطع رأس ماما غولة لكي ينتهي هذا السحر اللعين و ستكون قد أنقذت بهذا الكثير من ضحايا هذه الملعونة.أكمل -حديدان- سيره حتى خرج من الجانب الآخر من الغابة فوقعت عينه على كهف فأخذ يسرع للوصول إليه فخرج عجوز يرحب به و يضايفه ليأكل الطعام،كان -حديدان- يحترم من هم أكبر منه و يعطف عليهم و يحن على الصغار و ينصح الكل،دخل إلى الكهف لأنه كان جائعا و أخذ يأكل و فجأة وقع على الأرض مغشيا عليه.

كان ذاك العجوز هو ماما غولة التي تقدر على التحول إلى كل الأشكال،حملت -حديدان- المغمى عليه على كتفها و ذهبت إلى أقرب جبل و رمته من أعلاه و ظنت أنه سيسقط على الأرض و ستنكسر عظامه فيموت و لكن شاء القدر أن يلتقطه من الهواء دب كبير.كان هذا الدب هو أب ماما غولة الذي كان دائما ينهاها عن أفعالها الشنيعة فلا تصغي له منذ صباها و كان يعاقبها لكي ترجع عن هذا الطريق المدنس و لكن هذا كان بدون جدوى.أخذ الدب -حديدان- إلى أرض الدببة،لما استيقظ هذا الأخير أصيب برعب شديد عندما رأى هذا الحشد الكبير من الدببة لكن الدب الذي أنقذه أخذ يهدئ من روعه و بدأ يحكي له حكايته مع ابنته و أنها لم تكتف بمسخه وحده بل مسخت كل العائلة و الذي جعله يشمئز من كونها ابنته هو أنها لم ترحم حتى أمها التي كانت تحبها حبا عظيما.

ودع -حديدان- الدب و عائلته و رحل عن أرض الدببة و بعد أيام التقى في طريقه بكلب يعوي و ذئب ينبح فلم يصدق ما رأى و سؤال يراود عقله:ما هذا المسخ؟،إن الطبيعة تتغير،مرة ينقض عليه الكلب و يريد افتراسه و يدافع عنه الذئب و مرة ينقض عليه الذئب و يريد افتراسه و ينقذه الكلب،و فجأة وقفا و صارا يتكلمان كالبشر مع بعضهما:فقال الكلب ماذا يحصل يا صديقي الذئب؟ نحن إمامان و كل واحد يصلي بالناس في مسجد و كنا نذكر الله سبحانه و تعالى و الآن أنا أعوي و أنت تنبح و هذا ضد طبيعة الحيوان لقد مسختنا ماما غولة اللعينة مسخا لا يوجد حتى في الطبيعة،فرد عليه -حديدان- قائلا:لا تخافا ستعودان لطبيعتكما إن شاء الله.

 أكمل -حديدان- طريقه فوصل إلى جبل السحر المكسور و هنا توجد طلاسم تبطل السحر و يصاب الساحر بسحره حيث تتلاشى كل قواه السحرية.صعد -حديدان- إلى أعلى الجبل و التقى بسيد الصخور،وكان رجلا ضخما أقوى من الصخور و لكي يحصل -حديدان- على الطلاسم كان يجب عليه أن يقضي على هذا الضخم.صار الموت يتراقص أمام -حديدان- و صار يتخيل جنازته و أخذ يفكر و الخوف يفترس أعماقه فتربعت فكرة على عرش عقله الذكي.فقال لسيد الصخور:إن كنت أقوى من الصخور كما تدعي فدعني أضرب رأسك بصخرة و أرى ماذا سيحصل و عندها سأصدقك،فأخذ الضخم يضحك و قال -لحديدان-:هيا افعل ما شئت.اقترب -حديدان- من رأس الضخم عندما انحنى هذا الأخير و قابله بوجهه فقذف في عينه حفنة من التراب فلم يعد يرى شيئا فدفعه من أعلى الجبل ليسقط و تتكسر عظامه.

لما نجا -حديدان- من الموت حمل الطلاسم و عاد إلى بلدته لأنه كان يعلم أن ماما غولة سيطرت عليها.لما وصل -حديدان- وجد خبرا عظيما يذاع بين الناس هو أن ماما غولة قد حكمت على إخوته بالإعدام لأنهم متهمون بمحاولة اغتيالها و سفك دمها و إعدامهم سيكون متوجا بحضورها.عندما جلست ماما غولة لتشهد هذا المشهد الذي سيجلب لها السعادة حضر -حديدان- مدعيا أنه سيهديها هدايا من بلاد الهند و الصين،فاقترب منها و صار ينطق بتلك الطلاسم فأخذت ماما غولة ترتعد و تلاشت قواها فنزل بسيفه عل عنقها فطار رأسها في الهواء فأنقذ إخوته و كل من في البلدة من لعنة ماما غولة،استفادت البلدة من الكنز الأعظم فبعدما كان ينتشر فيها الجهل و السحر و الشعوذة صار فيها للعلم و الحكمة نور لن ينطفئ أبدا.

google-playkhamsatmostaqltradent