recent
أخبار ساخنة

قصة اكتشاف البنسلين

الصفحة الرئيسية

  

قصة اكتشاف البنسلين


منتجات البنسلين هي مجموعة من المضادات الحيوية، مشتقة في الأصل من نوع شائع من الفطريات تعرف بفطر البنسليوم ؛ الذي يشمل البنسلين جي يستخدم عن طريق الحقن في الوريد، البنسلين الخامس يستخدم عن طريق الفم، بروكايين بنسلين، بنزاثين البنسلين يكون الاستخدام بالحقن العضلي.

اكتشاف البنسلين بالصدفة:-

 لست أنا من قام باختراع البنسلين، بل كانت الطبيعة. أنا فقط اكتشفته عن طريق المصادفة.

اكتشاف البنسلين بالصدفة كمضاد حيوي يرجع إلى ألكسندر فلمنج الذي كان طبيبًا وعالمًا اسكتلنديًا. لقد أنقذ الاكتشاف البسيط للمضاد الحيوي الملايين من الأرواح، وأدى ذلك إلى أن كسب فلمنج مع هوارد فلوري وإرنست تشين، اللذين ابتكرا طرقًا لعزل وإنتاج البنسلين على نطاق واسع جائزة نوبل في الطب عام 1945

في 6 أغسطس 1881، ولد ألكسندر فلمنج لهيو فلمنج وغريس ستيرلينغ مورتون في لوشفيلد فارم باسكتلندا. بدأ فلمنج تعليمه في البداية في اسكتلندا، وانتقل في النهاية إلى لندن مع ثلاثة أشقاء وأخت، وأكمل تعليمه للشباب في بوليتكنيك ريجنت ستريت. لم يدخل كلية الطب بعد ذلك مباشرة؛ بدلاً من ذلك، عمل في مكتب شحن لمدة أربع سنوات. عندما توفي عمه جون، أراد أن يحصل على نصيب متساوي من ممتلكاته لإخوته وبنات أخته وأبناء أخيه، وتمكن فلمنغ من استخدام حصته لمتابعة التعليم الطبي. في عام 1906 تخرج بامتياز من كلية الطب بجامعة سانت ماري في جامعة لندن..

لم يكن فلمنج ينوي أن يبدأ حياته المهنية في مجال البحث العلمي. أثناء خدمته كجندي في فوج لندن الاسكتلندي للجيش الإقليمي، أصبح يعترف به كأحد المحترفين في الرماية. نظرا لاعجاب قائد فرقة الرماة بشدة، أراد أن يستبقيه في فرقة الرماة في سانت ماري فأقنعه بممارسة مهنة في مجال البحث العلمي بدلاً من الجراحة، لأن الاختيار الأخير سيتطلب منه مغادرة فرقة الرماة. قدمه القبطان إلى السير ألمروث رايت، وهو عضو متحمس في فرقة الرماة ورائد في علم المناعة وأبحاث اللقاحات، والذي وافق على أخذ فلمنج تحت رعايته، وقد بقي فلمنج مع هذه المجموعة البحثية طوال حياته المهنية بعد ذلك لتبدأ أولى خطوات اكتشاف البنسلين بالصدفة.

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، خدم فلمنج في الفيلق الطبي بالجيش في رتبة قائد خلال هذا الوقت، لاحظ وفاة العديد من زملائه الجنود، و لم تكن الوفاة في كل الأوقات قادمة من الجروح التي أصيب الجنود بها في المعركة، ولكنها كانت قادمة من العدوى التي تلت تلك الجروح والتي لم يكن يمكن السيطرة عليها. كانت المطهرات هي الوسيلة الأساسية التي استخدمها فلمنج في ذلك الوقت لمكافحة العدوى، و لكنها كثيرا ما كانت تضر أكثر من أن تنفع. و في مقال كتبه خلال هذا الوقت ناقش فلمنج وجود البكتيريا اللاهوائية في الجروح العميقة، والتي تكاثرت على الرغم من استخدامه للمطهرات. في البداية، لم يتم قبول بحثه، لكن فلمنج استمر بلا هوادة في البحث و التفكير العلمي لإبجاد حل لهذه المشكلة، وفي عام 1922 اكتشف الليزوزيم، وهو أنزيم بخصائص ضعيفة مضادة للجراثيم، حيث يخبرنا التاريخ أنه أثناء إصابته بنزلة برد، نقل فلمنج بعض مخاطه البلعومي الأنفي إلى طبق بتري و هو طبق يستخدمه علماء الأحياء في إنماء البكتيريا.

 و لم يكن معروفًا عن فلمنج أنه مهتم بالتنظيم المخبري الدقيق، فقد وضع الطبق بين الفوضى على مكتبه وتركه هناك منسيا لمدة تقرب من الأسبوعين. خلال ذلك الوقت نمت وتكاثرت مستعمرات عديدة من البكتيريا على الطبق ومع ذلك، فإن المنطقة التي تم فيها وضع المخاط ظلت واضحة و لم تختلط إلا بأقل عدد من البكتيريا، و بعد إجراء مزيد من البحث العلمي، اكتشف فلمنج وجود مادة معينة في المخاط تمنع نمو البكتيريا وأطلق عليها اسم الليزوزيم، كما اكتشف وجود الليزوزيم في الدموع واللعاب والجلد والشعر والأظافر كذلك . و سرعان ما تمكن من عزل كميات أكبر من الليزوزيم من بياض البيض، ولكن في التجارب اللاحقة وجد أن هذا الأنزيم كان فعالًا ضد عدد قليل فقط من البكتيريا غير الضارة. ومع ذلك فإن هذا كان من شأنه أن يضع حجر الأساس للحدث القادم العظيم و هو قيام فلمنج باكتشاف البنسلين بالصدفة.

تابع قصة اكتشاف البنسلين:-

في عام 1928، بدأ فلمنج سلسلة من التجارب شملت دراسة للبكتيريا العنقودية الشائعة، و كان قد وضع طبق بتري الذي استخدمه لإنماء البكتيريا عليه مكشوفًا بجوار نافذة مفتوحة مما جعله ملوثًا بجزيئات العفن القادم من النافذة، لاحظ فلمنج أن البكتيريا الموجودة بالقرب من مستعمرات العفن كانت تموت، كان يستدل على ذلك من إذابة وتصفية هلام الطبق المحيط بتلك البكتيريا. فقام على الفور بتوجيه أبحاثه إلى ذلك العفن و قد كان قادرًا على عزل ذلك العفن وتحديده كجزء من مستعمرات البنسليوم. وجد فلمنج أن ذلك العفن كان فعالا ضد جميع مسببات الأمراض من البكتيريا ذات رد الفعل الإيجابي تجاه صبغة الجرام و التي تكون المسؤولة عن بعض الأمراض مثل الحمى القرمزية والالتهاب الرئوي والسيلان والتهاب السحايا والدفتيريا.

 و بعد العديد من التجارب الأخرى الأكثر دقة، قد أدرك أنه لم يكن العفن نفسه ولكنها كانت بعض العصارات التي أنتجها ذلك العفن هي التي كانت قادرة على قتل البكتيريا. أطلق فليمينج على عصارات العفن تلك لفظ البنسلين، و بذلك تمت المعجزة التي مكنت ألكسندر فلمنج من اكتشاف البنسلين بالصدفة .

على الرغم من أن فلمنج قام بنشر اكتشافه للبنسلين في المجلة البريطانية لعلم الأمراض في عام 1929، و لكن المجتمع العلمي لم يستقبل عمله الا بحماس بسيط في البداية بالإضافة إلى ذلك وجد فلمنج صعوبة كبيرة في عزل عصارات البنسلين الثمينة تلك بكميات كبيرة. استمر ذلك الوضع حتى عام 1940 عندما كان فلمنج يفكر في التقاعد حين أظهر العالمان هوارد فلوري و إرنست تشين اهتماما كبيرا باكتشاف فلمنج للبنسلين و بمرور الوقت تمكنوا من إنتاجه بكميات كبيرة حتى يتم استخدام البنسلين على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية.

حصل فلمنج على العديد من الجوائز لإكتشافه العظيم للبنسلين في عام 1928، حيث أصبح أستاذًا لعلم الجراثيم في سانت ماري و انتخب زميلاً في الجمعية الملكية عام 1943 وترقي إلى رتبة أستاذ فخري في علم الجراثيم بجامعة لندن عام 1948. و هو حاصل على ما يقرب من ثلاثين درجة للدكتوراة الفخرية، و في عام 1945 فاز بجائزة نوبل المرموقة في علم وظائف الأعضاء بالطب حصل على بكالوريوس الفارس من قبل الملك جورج السادس في عام 1944 و وسام الفارس الكبير و وسام ألفونسو العاشر الحكيم في عام 1948، كما صنفت مجلة تايم فلمنج كأحد أهم مئة شخص في القرن العشرين.

معلومات عن مكتشف البنسلين:-

و بذكر لمحة بسيطة عن حياة فلمنج الشخصية فقد كان فلمنج رجلًا هادئًا وصبورًا ومتواضعًا مع بعض الخجل الذي كان يحرمه في بعض الأوقات من أن ينال التقدير والانتباه من المحيطين به . يمكن القول أنه كان صامتًا لدرجة أنه لا يمكن فهمه، مما يجعل من الصعب حتى على زوجته وأصدقائه المقربين قياس مزاجه ورغباته. كان أحيانًا فظًا ومنفصلًا، لكنه كان ساحرًا ولطيفًا بين الأصدقاء والأحباء. في عام 1915، تزوج من ممرضة إيرلندية المولد تدعى سارة ماريون ماكلروي، والتي أطلق عليها لقب سارين. بعد تسع سنوات من الزواج، رزقا بابن اسمه روبرت فلمنج و الذي أصبح طبيبا ممارسًا عامًا. توفيت سارين بعد 34 عامًا من الزواج، وأثرت وفاتها على فلمنغ بشدة. بعد ذلك دفن نفسه في عمله، وقضى ساعات أطول في مختبره خلف أبواب مغلقة. ومع ذلك فإنه في عام 1953 تزوج فلمنج مرة أخرى من الدكتورة أماليا كوتسوري فوريكاس في كنيسة يونانية في لندن.

و عن وفاته، ففي 11 مارس 1955 توفي ألكسندر فلمنج فجأة في منزله بسبب جلطة دموية في الشريان التاجي . قبلها كان قد اعتبر معاناته أحد أنواع الإضطراب المعدي لعدة أسابيع حتى أنه عندما اتصلت زوجته بطبيب الأسرة بشأن ظهور الغثيان على فلمنج في 11 مارس طمأنهم إلى أن زيارة المنزل ليست ضرورية، ومع ذلك ففي غضون دقائق، استسلم لحادث الشريان التاجي.

تم وضع رماد جثة فلمنج المحترقة في كاتدرائية القديس بولس، و قد مات كما كان يشاء بهدوء دون تدهور تدريجي في قدراته الجسدية أو العقلية، وحتى دون إزعاج طبيبه. 




google-playkhamsatmostaqltradent