 |
حوار "الخير" و "الشر" |
قال الخير أنا البطل في الدنيا و الآخرة و في معظم الأفلام قلوب الناس تخفق لي و تتمنى أن أكون الغالب و أحقق الأحلام.
قفز الشر ضاحكا و قال مر على الدنيا زمن و أنت يا خير في الحزن و المحن فأنت سجيني و لست حرا بل حريتك في الحلم.
قال الخير أ تعلم ياشر أننا بلاء من الله لكي يمتحن البشر هل سيشكروه على نعمه أم سيكفروا به,فمن اتجه نحوي فمصيره الجنة و الأمان و مصير تابعيك النار و بئس المصير.
فقهقه الشر قائلا أنت تغار مني و تعيش عالمك الافتراضي فالدنيا تسجد لي و الناس تعبدني و خيرهم ليس إلا نفاقا اجتماعيا و ما نراه و نعيشه الآن من ظلم و سفك دماء يريك حقا أنني المنتصر.
قال الخير بصوت رخيم يا شر لا تفرح و بكلامك قلبي لا تجرح فأنت واهم فإن كان الحقد و الحسد و البغض و الكراهية قد سكنت نفوس كثير من البشر و ليس كلهم و حصدتهم الشهوات و الإغراء المستمر فهذا ليس لأنك القوي بل لأنهم ضعفاء النفس في كل زمن ينسون العليم الحكيم و يتتلمذون على يد الشيطان.
فرد الشر أنت دائما يا خير عندما ترى نفسك مهزوما مقهورا تحتضن الدين و يدوي صوتك بكلام الله و تزجر الشيطان و ما الأفعال السادية و الماسوشية إلا من البشر الذين يرمون ذنوبهم على الشيطان فإن كان موجودا كما تدعي يا خير فهو بريء من هذه الأفعال.
فكر الخير هنيهة و رد أ ترى أن الموت بيننا هو آية الله التي تخيفني و تخيفك؟أ يمكن أن تتنبأ بما سيحصل بعدها؟و هذا هو سر الدين و سر إقناعه فأين ستهرب يا شر منه فمصيرنا في الدنيا واحد هو الموت و جزائنا مختلف فهل الموت هو أيضا وهم لديك؟
فتنهد الشر و قال يمكن أن يكون هذا هو سر بطولتك و لكن إذا كانت الدنيا تحت قدمي فليمت إذا كل الأخيار و ليفرحوا بآخرتهم و يتركوا الأشرار يتمتعون في دنياهم بدون إعلان الحرب عليهم فإن كنت يا خير تضمن الجنة فابتعد عني و اتركني أتمتع فالنار تنتظرني.
و أخذ الشر يضحك و استرسل في كلامه أيها الضعيف المختبىء وراء الدين هذه الحياة تضيق بك في كل شيء في فنونها و كتاباتها و أشعارها و متعها فما أنت إلا خناقها و كابس على أنفاس البشر الذين يريدون التمتع بها و الطيران في سماء شهواتها مت و طر إلى آخرتك فأنا الملك على أرضها و ما يحصل الآن حجتي القاطعة على ذلك.
قال الخير صدقني يا شر أني لا أكرهك و أدعو دائما الله من أجل هدايتك,فيمكن في أي وقت أن تنقلب الآية فأصبح أنا الشر و أنت الخير و ما تقوله الآن يصبح كلامي أدافع عنه حتى الموت و تصبح أنت المحب للآخرة التي لا تعجبك فالنفس أمارة بالسوء و الجسد طائع للشهوات و الروح نفخة من الله و الظلمات تنادينا و النور ينادينا و أنا و أنت في مخاض النفس و سنرى من سينتصر أخيرا.