![]() |
هل أنت"أعمى"أو"أبكم"أو"أصم"؟ |
نحن البشر نتمادى في أخطائنا و نغرق الأرض بالذنوب و نزيد في العناد و الطغيان و لا نحمد الله على تلك النعم العظيمة التي حبانا إياها, انظر إلى أعمى أو أبكم أو أصم و اعلم أنك تملك كل شيء و لكن لا تحمد الله على ذلك.
صوت الأعمى
أ تعلمون أن هناك
صوت داخلي عند الأعمى و صرخة عظمى تدوي أكثر من الرعد؟ كما لو أراد ان يقول انا
أشد ابتلاء منكم, أنا سجين الظلام, أشتاق إلى النور و عندما أطلبه ألقى الرد
الدائم -ارض بهذا القدر- مرة أرضى و
مرة أتوه في طريق الرفض, فحرقتي لم تنطفئ نارها بعد فهي كابسة على صدري.
علامات الأبكم
فهذا الأبكم يرد بواسطة يده التي عليها علامات يستعصي فهمها على البصير و السميع من البشر, فكيف لأعمى و أصم أن يفهموها. فمن سيصبره؟ و من أين سيأتي بهذا الصبر؟ علامات لو تفهموها علموها كل إنسان, إنه يقول إن صوتي فر مني, أ هو ساخط على الكلام؟ كيف أعبر و التعبير يرفض صداقتي و لا يرد علي حتى السلام, أصرخ في أعماقي و حتى أعماقي لا تسمعني فمن يسمعني غير ربي الرحمان.تعبير الأصم
لهذا الأصم تعبير خاص لأنه لا يسمع, ستراه يقفز لكي يمد ورقة من ألم و أحزان مكتوب عليها قوله إن كلامي لا أسمعه حتى في الأحلام, فأنا و الأعمى و الأبكم لا بصرا و لا كلاما و لا سماعا عيش حقير و دمع وفير و حرقة في الظلام.
حكمة الأعمى و الأبكم و الأصم
إن هؤلاء يعتبرون سجناء ابتلائهم على هذه الأرض, و لكن بحكمة في عقولهم يتأقلمون مع الوضع. فرغم هوان الأعمى و ذله بين الناس فهو الحر الصابر الأمين بفضل بصيرته يمتلك النور و يفك الظلام عن الإنسان السليم. حكمة الأبكم تقول لكل إنسان كل حرف نطقتموه شاهد عليكم في كل زمان, اسألوني عن نعمة الكلام, لو نفرت من ألسنتكم لسكنتكم كل الأحزان, و حكمة الأصم تناديكم يا من تسمعون, أصحاب حق أنتم لو كلاما صادقا في الآذان تزرعون, كفاكم سقوطا في امتحانات الدنيا و كفاكم من الذنوب التي تتجرعون, فلا تحفظوا إلا ما يفيدكم و إن سمعتم ما يضر آذانكم فبها ماذا تصنعون؟.
البشر بين الأحاسيس المادية و البصيرة
إن الحكمة في الدنيا لا يهديها الله لأي أحد في هذه الحياة فهي تعطى بعد ابتلاء و صبر و نجاح, الإنسان لا يفسر أكثر ما يدور حوله بحكمة بل يأخذ الأشياء الظاهرة و يحكم عليها بشدة و بدون تفكير, و دائما يحسب نفسه أنه مركز الكون و أنه الخالد في هذه الدنيا و يحلم أنه امتلك كل شيء و أن كل ما يمتلكه لن يفنى, مستهترا مستفزا يعيب الناس على عيوبهم و حتى على أمراضهم و علاتهم و إعاقاتهم, لا يعرف أنه في أي وقت يمكن أن يصاب أو يموت. إن الإنسان يغرق في التفاهات و يحب الكماليات و لا يعبأ بالضروريات, و عندما يظلم لا يعي بظلمه, و عندما يقع عليه الظلم يبكي و ينوح و يستنجد بالناس, الإنسان تبتلعه المظاهر و يسجد للمال و البنون, فكيف له أن يستوعب حكمة الأعمى و الأبكم و الأصم, و يبقى بصيص من نور ألا و هو نور البصيرة الذي يتخلل أعماق بعض الناس الذين يتألمون و يتعذبون في الدنيا و يفهمون الابتلاء فيستوعبون الحكمة و يحمدون الله على كثرة النعم التي حباهم إياها سبحانه و تعالى.
إذا تكلم الناس عن الأعمى و الأبكم و الأصم فلن ينتهي الكلام و إذا ناقشوا معاناتهم فسيطول الحوار, و يظل قائما بين السالمين الدمار, خذوا العبرة من الأعمى و الأبكم و الأصم فذاك أعظم انتصار.