صرنا نتمتع بالنقل في امتحاناتنا و نرضى بالنجاح الزائف حيث إن أغلب التلاميذ يستعملون أحدث طرق النقل ألا و هو –الكيت- و بذلك يمرون من مستوى إلى مستوى دون المستوى.
عدم توازن التربية والتعليم
من أسباب عدم توازن التربية و التعليم هو الأسلوب الذي نتبعه لتربية أبنائنا و تعليمهم. فقبل الاهتمام بهذا يجب أن نهتم بنفسياتهم و ما تحمله من آلام و عذاب, فتفكيرهم يبقى مرتبطا بعائلاتهم و ما حدث فيها و ليس بالدرس و التحصيل أو سماع ما يفيدهم في حياتهم ليطوروا تصرفاتهم و أخلاقهم للأفضل و الأرقى و الأتقى, و قبل كل هذا يجب أن نضع المربين في امتحان كبير أيضا و تكون هذه الامتحانات صارمة فشارب الخمر و المدخن لا يمكن لهما أن ينصحا أبنائهم أو الآخرين بالإقلاع عن شرب الخمر أو التدخين فالابن أو الآخر سيرد ردا قاطعا و سيقول لماذا أنت يا مربي تتعاطى لأشياء مضرة و من الحرام و تمنعني عنها تبا لك و لنصائحك ابتعد عني و اتركني أعيش حياتي. التربية و التعليم مسؤولية المربين الذين يجب عليهم أن يكونوا قد تلقنوا تربية و تعليما بمستوى جيد.
النقل و سهولة النجاح
ما يقلق في هذا الأمر هو تعب المجتهدين و حفظهم للدروس و فهمها فهما جيدا مع التعب الشديد و يأتي في الأخير كسول لم يحفظ شيئا و لم يفهم و ينجح بعملية نقل لعينة يساعده عليها تلميذ أو أستاذ, و ذلك بتلقينه أجوبة الامتحانات عبر الهاتف المحمول و الغريب في الأمر أنه ينقل كل المواد فهذه العملية لم تنشأ اليوم فقط بل قديمة و بطرق أخرى و لكن العقل الذي ينقل أجوبة الامتحان كان يستعين بجملة أو سطر فقط لأنه قد نسي. و عملية النقل هي أنواع و أخطرها هاته التي ذكرتها و تسمى –الكيت- و قد صارت متداولة بين التلاميذ و حتى الطلبة.
قاعدة هاوية
كيف سيعمل هذا الناقل المحترف الذي رمى عقله في جب النسيان في منصب مهم في بلاده, مثلا إذا صار طبيبا سيكون سببا في مقتل العديد من البشر , و إذا صار مهندسا سيقع البناء على رؤوسنا. هذا الناقل المنتقل لمراحل متعددة في الدراسة بدون أي تعب حيث إنه قد استسهل الغش و تعامى على أنه حرام إذا عمل في منصب ما سيستسهل الرشوة و السرقة و كل شيء محرم في الدين أو يمنعه القانون, إنه يقف فوق قاعدة هاوية ستهوي به و ببلده, لقد صادق الشيطان و عانق النقل و نسف العقل و أغرق اقرأ في بحور الجهل.
تحالف الشياطين و تدمير العقل
هل هؤلاء الذين اجتمعوا مع التلميذ فأرسلوا له أجوبة الامتحان عبر الهاتف لهم ضمير؟ أ هم بشر لهم روح منفوخة من الله؟ أم هؤلاء شياطين من نار السموم ينقلون للعقل الهموم؟ إنهم يحفرون حفرة عميقة لعقولهم و لبلدهم. أ هذا حقد على البلد أم مرض نفسي خطير؟ لقد دمروا التعليم بأفعالهم الشنيعة, إنها أزمة الوعي و عقل يبحث عن المنصب و المال في مستقبله دون التفكير في الآخرين. إنها شهوة الوصول و أنانية بشر لا يعلم أنه يمكن أن يموت في أي وقت و يقابل ربا كريما. إنها اللامبالاة و تربية منكسرة.
لا بد لنا أن نجد حلا لهذا و إلا صار التعليم في خبر كان بعد أن تغيرت التربية و قل الاحترام. يجب ان نكثف الجهود و نمنع هذه العملية المميتة للعقل و نعاقب أصحاب الضمائر النائمة الذين يتربصون بالتعليم, فالتربية تعاني في عصرنا و ها هو التعليم يمزقه الناقلون إربا إربا فهيا نتحد لننقذ هذا العقل قبل فوات الأوان.
- مصادر
ثقافة عامة
جوجل
يوتيوب