الموت قضاء و قدر لا فرار منه, من منا يحبه؟ الإنسان في صراع نفسي دائم مع الحياة و الموت فغريزتا الحياة و الموت يتصارعان في أعماقه. غريزة الحياة تغرس جذوره في هذه الدنيا و لا يريد الخروج منها و غريزة الموت تريد أن تبيده و تقلع جذوره التي نبتت في الحياة و تفنيه عن آخره.
الموت كابوس مرعب
يمكن أن نقول إن الموت يحبه المؤمن لأنه الطريق الحق لمقابلته عز و جل و لكن هذا الإيمان يكبر شيئا فشيئا بعد ابتلاءات شديدة.و لكن يبقى الموت كابوسا مرعبا بالنسبة لمعظم البشر, لأنه مصيبة حتمية تضر الحي قبل الميت و تقسم القلب نصفين و تنشر الحزن و الكآبة, كيف سيأتي الموت ؟هو سؤال يتبادر لأذهاننا, فتخيلنا بأننا سنموت يعني بالنسبة لنا سنعيش تحت التراب و نفكر بأننا سنختنق يظل كابوسا يقض المضاجع و يفني النوم, إننا نتخيل فيلما مرعبا من أفلام الرعب الخطيرة و لا يأتي في خاطرنا أن ما نفكر فيه مجرد أوهام فقط لأن الرعب الذي يبثه الموت فينا لا يترك للمنطق مكانا لا في عقلنا الظاهر و لا الباطن.
الموت و الدين و الإلحاد
الدين يعتبر أن الله هو الذي يحيي و يميت و قد وكل ملك الموت بنزع الروح حيث تقع الوفاة.و لكن في لغة الإلحاد و العلمانية يعتبر توقف الجسد عن العمل بحيث تتوقف الأعضاء و آخرها القلب والدماغ هو النهاية و الموت,باعتبار أن الجسد مجرد آلة حية عندما تنتهي صلاحيته يندثر. فالاختلاف على ماهية الموت لا زالت قائمة منذ القدم و لن تنتهي لأن الموت له أسراره الخفية لا يعلمها سوى خالق الكون.
الموت و الخلود
إذا كانت الحياة خالدة و الإنسان لن يموت و سيعيش الخلود و البقاء فلن يكون شيء في الحياة يسمى دينا و لن يوجد خالق لهذا الكون.و بحمل الإنسان لهذه النفس الأمارة بالسوء سيكون ظلمه أعتى و أعظم, الإنسان رغم ضعفه يطغى فإذا كان خالدا ستحيا بداخله روح الإله لأنه لا يموت و سيفعل ما يريد بعبثه المألوف و تدميره لذاته و ذات الآخرين.
ثقافة عامة
جوجل
اليوتيوب