أساسيات تربية الأطفال لتنشئة طفل سوي نفسياً

   من أساسيات تربية الأطفال هي الاستماع للطفل وعدم التجاهل، وعليك أن تتعلم كل أسس التربية الحديثة؛ لتنشئ طفلاً سوياً نفسياً قادراً على التعامل مع المجتمع ولا يقتصر ذلك الدور على الأب والأم فقط ولكن على المحيطين بالطفل أيضاً.

وفيما يلي سنتناول أساسيات تربية الأطفال وكيف تنشئ طفلا خاليا من العقد والعيوب النفسية؟

 ومع اختلاف العصور تتغير طرق التربية للأطفال ومع تطور الطب النفسي لصحة الأطفال، وتطور طرق التربية التي تساعد على تنشئة طفل ذكي و واعي قادر على خدمة نفسه، وإليك عدة نصائح نقدمها لكم من أجل تربية إيجابية وطفل واعي خالي من العيوب النفسية.

 منع نزاع الأب والأم أمام الأبناء 

 الطفل كالإسفنج يمتص كل ما يجده أمامه سواء كان سلبي أم إيجابي، كما أنه يراقب آبائه؛ لأنهم قدوته التي لا يعرف غيرها ويتصرف كما يتصرفون تماماً، كما أن الطفل يتأثر نفسياً عندما يرى نزاعات الآباء معاً، مما ينتج عنه طفل عنيف معقد نفسياً واجتماعياً.

 بالإضافة أنه يلجأ إلى نفس الطريقة في حل مشاكله ويستخدم الصوت المرتفع في حل مشاكله.

  عدم استخدام العنف بين الزوجين أمام الطفل

 تعد تلك النقطة من أساسيات تربية الأطفال هي تربية النفس أولاً، فقد يتسبب رؤية طفلك للعنف الأسري في صدمة نفسية وعصبية لا يستطيع الطفل التغلب عليها   ، فعلى الرغم من ذكاء الأطفال الحاد فإنه لا يستطيع استيعاب بعض الأمور التي تعتبر أكبر من أحلامه الناعمة البسيطة المملوءة بالألوان.فأنت بذلك تجعل طفلك يستفيق من أحلامه البريئة والوردية إلى كابوس ملئ بالرماد والسواد، فلا تكن ذلك الشخص السيء والشيطان في نظر طفلك بتطبيق العنف في منزلك مهما كانت الأسباب.

 عدم تعنيف الطفل عندما يخطئ التصرف

 لا شك أن الأطفال لا يمكن السيطرة على كم التصرفات الخاطئة التي يقومون بها، ولا يمكنك تقدير حجم الكارثة التي من الممكن أن تحدث في حال غفوت دقيقة عنهم.

 ويكون نتيجة ذلك من بعض الأهالي هو تطبيق العنف على الطفل الذي لا يعرف مدى خطأه ولا يدرك ما يفعل، فكل ما يريده هو اكتشاف الأشياء والتعرف على الحياة من وجهة نظره.

 كما أن الطفل هو مرآة أفعالك، فإنك في حال قمت بضرب طفلك نتيجة تصرف خاطئ سيكون رد فعله تجاه أخواته وأصدقاءه نفس رد الفعل الذي قمت به.

 لذا عليك في حين تصرف طفلك بشكل خاطئ هو الهدوء والثبات الانفعالي وأن تقف أمام طفلك وتنظر له، وتطلب منه بلطف أن تعملا معاً بإصلاح ما أفسده وأن عليه ألا يفعل ذلك.

 مع تكرار ذلك التصرف الحكيم سيقوم الطفل بعدم إفساد الأمور مرة أخرى وسيتعلم من تصرفك الحكمة والاحتواء في المواقف المشابه في حال انكسر منك شيء، سيقول لك "لا بأس أبي سنصلح ذلك معاً ونعيده كما كان " كما فعلت معه بالسابق" وهذه نقطة مهمة جداً من أساسيات تربية الأطفال.

 هنا تماماً تجد مردود على أفعالك وطريقتك في التعامل مع الأمور بشكل حكيم وطريقة سليمة، لأن الطفل ما هو إلا صورة من البيت الذي خرج منه.

 حسن من أخلاقك كما تريد أن ترى نفسك

 لا تنسى أبدا أن الطفل يقوم بمحاكاة كل ما تفعل ويفعل مثلك تماماً، فأنت ترى نفسك فيه، لذا تجمل دائماً بالأخلاق وكل الصفات التي تريد أن تراها في طفلك، قم بتطبيقها على نفسك أولاً ولا تبذل جهداً في توجيه طفلك؛ ليفعله هو سيفعل من تلقاء نفسه بمجرد أن يرى تصرفك.

 تعامل مع نوبات الغضب بحكمة بالغة

 يتعرض كل الأطفال من عمر السنة الي ما يسمى بنوبات الغضب التي تسيطر عليهم في حال رفض الأهل لطلب معين، قد يطلبه الطفل فيقوم الطفل بموجة كبيرة من الصريخ والعصبية، فيصل الأمر لبعض الأطفال أن يلقوا بأنفسهم على الأرض بشكل مسطح ويرفضوا الحركة من المكان، حتى يتم تلبية طلبهم.

 في هذه الحالة لا تقم أبدا بالتراجع عن رفضك لطلبه ولا تفعل شيئا ولا تنفعل

 كل ما عليك هو أن تنتظر حتى ينتهي طفلك من نوبة الصريخ والبكاء وتحضنه وتكمل طريقك، مع تكرار ذلك التصرف سيدرك طفلك أنه لا يوجد جدوى من بكائه حتى يصل إلى ما يريد وسيكف عن فعل ذلك.

 احتضان طفلك واللعب معه  أكبر قدر ممكن

 لا يجب عليك أن تظل مشغولاً عن طفلك بضغط العمل والنظر إلى لوحة الكومبيوتر والهاتف المحمول، سيجعل ذلك من طفلك الشعور بالوحدة وأنه لا أهمية له مقارنة مع الهواتف الذكية، لذلك خصص قدر من وقتك باللعب معه والخروج للتنزه في الأماكن العامة، أخبر طفلك دائما أنه أهم إنسان لك في الكون ولا أحد يمكن مقارنته بمكانته، اضحك في وجه طفلك دائما، قدم له الدعم المعنوي كلما سنحت لك الفرصة.

 لا تقم بانتقاد طفلك والتقليل من مجهوده

  يعتبر ذلك أساس مهم من أساسيات تربية الأطفال، دائماً ما يحلم الطفل باللحظة التي سيفاجئ بها أهله بأنه فعل الصواب أو حصل على جائزة أو درجات عليا في الدراسة، فهو ينتظر دائما الحصول على الدعم المعنوي من الأهل.

 فلا تقلل من شأن عمله وإن كنت ترى أنه يوجد الأفضل لا تقل له ذلك بطريقة مباشرة أظهر له فرحتك بمجهوداته وبعدها أخبره بشكل لطيف بسؤال ما رأيك إذا قمنا بتعديل شيء من أعمالك؟ وهكذا حتى يستمر في بذل الجهد في العمل الذي يقوم به.

 اجعل طفلك يعتمد على نفسه

 لا تقم بغسل طبق طفلك ورفعه من المائدة وترتيب الفراش، بل أطلب منه أن يفعل ذلك وقم بفعل ذلك في أغراضك الخاصة مثلاً أطلب منه أن يساعدك في رص المائدة وجمعها وتنظيف مكان الطعام، أطلب منه أن يقوم بترتيب ملابسه ووضع ملابسه المتسخة ليتم غسلها وترتيب مكان نومه.

 اشغل وقت فراغ طفلك بمهارة يحبها ويتمتع بها ويمكن من خلالها تفريغ طاقته الزائدة لينعم براحة نفسية وهدوء واستقرار نفسي كممارسة كرة القدم والسباحة وما إلى ذلك.

 فالرياضة تفيد جسم طفلك وتقوي عضلات جسده وتخلص جسمه من السموم والسمنة فقد أوصى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن نعلم أطفالنا السباحة والرماية وركوب الخيل لما يوحي بضرورة تعلم الأنشطة الرياضية للأطفال.

 أقرأ عن سبل التربية الحديثة

  قم بتنمية مهارات طفلك المعلوماتية

 يمكنك أن تلفت انتباه طفلك لعدد كبير من المعلومات التي يمكنك تغذية مخك بها ومخ طفلك مثل قراءة القصص والحكايات التي تعطي حكم ومعلومات قيمة قبل النوم حتى تثبت في ذاكرته.

 

               بعض النصائح الأخرى

 علم طفلك الصلاة وكيف يشكر ربه على نعمه الكثيرة.

 عليك دائماً أن تخبر طفلك بنعم الله علينا وبأن الله فضلنا على كثير من خلقه.

 أخبر طفلك أن الله جميل يحب الجمال، لذا عليه أن يهتم بنظافته وشكله حتى يراه الله في أبهى صورة خاصة عند اللقاء بالله وقت الصلاة.

 أخبر طفلك أن الله يرانا في كل وقت ويرى أعمالنا في السر والعلن وأن الله رقيب علينا ويعلم ما نفعل.

 وجه طفلك نحو الحرام والحلال " فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر"

 علم طفلك أمور عقيدته وكيف يصلي لله ويشكره على نعمه الكثيرة.

 أخبر طفلك بأن يحفظ الله يحفظه ويجده بجواره دائما.

  إياك من التدخين أمام طفلك 

إياك من الانفعال الزائد وعدم ضبط النفس أمام الطفل.

 كن واثق أن كل أفعالك ستراها في طفلك، لذا فاحترم تلك النقطة وحسن من أخلاقك حتى تجد طفل ذو اخلاق حسنة، أتمنى لأطفال الجميع الصالح والتوفيق.

 أقرأ عن دور الأب في تربية أطفاله

 تلك كلها مهام وأنشطة من أساسيات تربية الأطفال، فأنت لا تحمله أكبر من طاقته، لكنك تعلم طفلك كيف يعتمد على نفسه وأن يتعلم المساعدة بما يخصه وألا يكون شخصا كسولا "فمن شب على شيء شاب عليه"